الاثنين، 15 ديسمبر 2014

بحث عن ..

بحث عن اضطراب التوحد



 اضطراب التوحد

يلاحظ المختصون في مجال التربية الخاصة الاهتمام المتزايد بفئة ذوي اضطراب التوحد إذ نالت هذه الفئة اهتماما متزايدا في الآونة الأخيرة على مختلف الأصعدة إذا ما قورنت بفئات التربية الخاصة الأخرى. فكان سؤال بحثنا كالتالي : هل التوحد اضطراب حديث؟
إن مجال اضطراب التوحد حديث نسبيا في عهد الوطن العربي .فلغاية الستينات كان التوحد يعتبر اضطرابا نادرا، و خلال السنوات القليلة الماضية، أصبح هنالك عوامل متعددة أدت إلى ازدياد نسبة انتشار اضطراب التوحد.
التوحد :  ( Autism )  :
اعتبر التوحد قديماَ من حالات الاضطراب العقلي أو الفصام الطفولي أو الصمم والبكم وغيرها ، حتى اكتشف الطبيب النفسي الأمريكي ليو كانر(Kanner) عام 1943م من بين مجموعة من الأطفال ذوي الإعاقة العقلية الذين يتعامل معهم حيث تميز أحد عشر طفلا منهم بأعراض تأخر وقصور في القدرات المختلفة ، وظل ينظر إليها على إنها قريبة الشبه بحالة انفصام schizophrenia برغم أنه لم يكن من بين أعراضها مظاهر الهلوسة أو التهيؤات التي تعتبر أحد الأعراض المميزة للفصام ، ولذا اعتبرت بعد ذلك فئة إعاقة مختلفة عنه ، وأطلق عليها مصطلح ( التوحد Autism). وبدأ اهتمام الدوائر النفسية والطبية ثم التربوية بدراستها وإجراء البحوث عليها على مستوى العالم .

كما أولت المملكة العربية السعودية اهتماماً كبيراً بدعم و تطوير خدمات التربية الخاصة في المملكة بشكل عام ، فبعثت المختصين لنيل الدرجات العلمية العليا في التخصصات المتنوعة للتربية الخاصة ، ووفرت التدريب المستمر للعاملين و المهتمين بهذا المجال، و من ضمن الاهتمامات الحديثة التي أفرد لها المسئولون بالمملكة الكثير من الوقت والجهد مجال ذوي التوحد الذي أخذ نصيبه من الاهتمام أسوة بغيره من الإعاقات الأخرى .

بدأت جهود خدمات ذوي التوحد في المملكة بجهود فردية عام 1413هـ عن طريق الجمعية الفيصلية بمدينة جده ، ثم بدأ الاهتمام بالتوحد والخدمات المتخصصة للأطفال الذين يعانون من التوحد على المستوى الرسمي بالمملكة العربية السعودية منذ عام 1418 هـ -1998 م ، حيث خطت خطاها الأولى من خلال ثلاثة برامج في كل من الرياض وجده و الدمام ، ثم تزايد هذا العدد ليصل إلى 54برنامجاً للبنين منتشرة في معظم مناطق ومحافظات المملكة خلال العام الدراسي ( 1427هـ / 1428هـ ) 

تعود كلمة التوحد إلى كلمة يونانية ”اغريقية”  “autos” وتعني ”النفس أو الذات“  التوحد نوع من الاضطرابات التطورية ( النمائية) والذي يظهر خلال الثلاث سنوات الأولى من عمر الطفل حيث ينتج هذا الاضطراب عن خلل في الجهاز العصبي يؤثر بدوره على وظائف المخ وبالتالي يؤثر على مختلف نواحي النمو .
أنواع التوحد:
·        اضطراب التوحد
·        متلازمة أسبرجر
·        متلازمة ريت
·        اضطراب الانتكاس الطفولي
·        اضطراب النمائي الشامل غير المحدد
نسبة انتشار التوحد:
 قد وصلت الى 1 في كل 88 طفل ( في الولايات المتحدة ) . و 18 في كل 10 آلاف طفل ( في المملكة ) ، نسبة الاصابة بالتوحد بين الذكور والاناث 1:4  ، والدراسة الجديد 1:5 ، يظهر التوحد غالبا في الذكور ولكنه يكون أشد إذا ما ظهر في الاناث.
التطور الفكري لاضطراب التوحد:
قصة إيتارد و طفل أفيرون المتوحش
على الرغم من أن اضطراب التوحد لم يكتشف إلا عام 1943 إلا أن هناك ما يثبت وجود أشخاص انوا يعانونه قبل ذلك التاريخ بزمن بعيد . إن من أهم الروايات الموثقة ما ورد عن الطبيب الفرنسي (جون مارك جاسبار إيتارد) 1775 – 1838 الذي عمل جراحا في الجيش الفرنسي ثم تخصص في أمراض الأذن و تعليم ذوي الاأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة . كتب إيتارد عن طفل يدعى فيكتور عرف باسم (طفل أفيرون المتوحش).
قصة فيكتور:
تخلت عائلة فيكتور عنه و هو طفل صغير و عاش وحيدا في الغابات الفرنسية دون أن يرعاه أحد و دون مأوى أو ملبس . تمكن هذا الولد المسكين من العيش وحيدا ، ومن الحصول على طعامه مما كان يجده في بيئته الأحراش. و المدهش في الأمر تمكنه من البقاء حيا في أقصى فصول الشتاء برودة. أما كيف تمكن من العيش في درجات برودة بلغت درجة التجمد دون كساء أو غطاء يحميه يظل أمرا مبهما.
عثر على فيكتور عندما بلغ 12 عاما ، و أحضر إلى بيئة الحياة المدنية في فرنسا. لم يكن انذاك ينطق بكلمة واحدة، و كان سلوكه غريبا لا يفهمه أحد ، و كان من الواضح أنه لم يكن قادرا على التفاعل اجتماعيا مع المحيطين به ، علاوة على أنه بدا و كأنه يعاني إعاقة ذهنية.
تعليم فيكتور:
قرر الدكتور إيتارد تعليم فيكتور فسخر منه زملاؤه لأن التعليم الخاص في أوروبا  ذلك الحين أمرا نادرا جدا . أخذ الدكتور إيتارد الولد إلى منزله وز علمه بطريقة تختلف عن الطرق التقليدية .أي أنه كان يحاول تبسيط المعلومات ليفهمها يتارد. و بعد مرور خمس سنوات تمكن فيكتور من تعلم بعض الاشارات و الكلمات التي استطاع  بواسطتها التعبير عن بعض احتياجاته و تعلم قليلا من المهارات العلمية و مهارات الاعتماد على الذات مثل استخدام الشوكة و السكينة عند الأكل كما تحسنت مهاراته الاجتماعية نوعا ما .
و لكن على الرغم من ذلك لم يحقق الدكتور إيتارد النجاح الذي كان يصبو إليه. فقد ظل فيكتور يواجه صعوبة شديدة في التكيف الاجتماعية و لم يتمكن من الاستقلال بذاته تماما أو من الكلام بطلاقة . هذا إلى جانب أنه عجز عن نقل المعرفة أو الخبرة التي تعلمها في موقف ما و تطبيقها في موقف اخر . و لكن بالرغم من التقدم المحدود التي حققه فيكتور كان إيتارد من أوائل من استخدم طرق تعليم غير تقليدية لتعليم ذوي الاحتياجات الخاصة لذلك مما دعا الكثير باعتباره الأب الروحي للتعليم الخاص في أوروبا.
هل فيكتور يعاني التوحد؟
تتطابق أوصاف فيكتور مع ما نعرفه اليوم بالتوحد فقد كان يعاني صعوبة شديدة في التواصل الاجتماعي مع الاخرين و تأخرا في اللغة و صعوبة في نقل و و تطبيق ما يتعلمه من موقف لاخر و كان يفضل البقاء بمفرده كما أنه يظهر سلوكيات أخرى كانت غريبة و صعبة. هذا بالإضافة إلى ملاحظة ردود فعله الحسية كانت مختلفة و من أمثلتها قدرته على تحمل درجات البرودة الشديدة.
مما تقدم يمكن استنتاج حقيقة أ، اضطراب التوحد وجد قبل وقت طويل من التعرف عليه بشكله العلمي اليوم.
الفرضيات القديمة الخاطئة لاضطراب التوحد:
1-    التوحد ناتج عن تبلد عاطفي بسبب ضعف العلاقة العاطفية بين الأم و مولودها بالاضافة إلى الاتجاهات السلبية من الوالدين تجاه الطفل في مرحلة عمرية مبكرة فنتيجة لتبلد عواطف الأمهات ظهر اضطراب التوحد.
2-    التوحد ناتج عن مس شيطاني.
كما أن الإصابة بالتوحد ليس لها علاقة بأية خصائص ثقافية أو عرقية أو اجتماعية، أو بدخل الأسرة أو نمط المعيشة أو المستويات التعليمية.
الفرضيات الحديثة لاضطراب التوحد:
لم تثبت أسباب محددة تمامًا للإصابة بالتوحد . ولكن تعددت الدراسات فمنها : العوامل الكيميائية والوراثية والعضوية ، ولا يزال البحث عن الأسباب قيد الدراسة.
و من هذه الأسباب:
·        اسباب حيوية أو عصبية في الدماغ.     
·          عوامل جينية وراثية
·          عوامل خارجية
العوامل الخارجية:
-    ظروف الحمل و الولادة:.
اذ يعد عسر الولادة والمشكلات المصاحبة للولادة ، مثل استخدام الملاقط (الكلابات) التي يتم بها سحب الجنين ، قد أثرت عليه عند السحب اما بالضغط على الدماغ أو استخدام ادوات غير معقمة، بحدوث حالات توحد.
2-    اضطراب التمثيل الأيضي الغذائي:
أوضح بعض الباحثين أن بعض الأطفال ذوي اضطراب التوحد يعانون من صعوبة في التمثيل الأيضي للبروتين الموجود في الجلوتين (الحبوب مثل: القمح، والشعير) والكازين (الحليب ومشتقاته)
3-    اللقاح أو المطاعيم:.
بسبب النظرة الضيقة حول علاقة المطاعيم و اضطراب التوحد وهي مطعوم الحصبة و الحصبة الألمانية و النكاف التي تعطى للأطفال في عمر 18 شهر مازالت الدراسات تلو الأخرى تبحث في العلاقة بيت المطاعيم و التوحد.
4-    الفيروسات والأمراض المعدية والكحول:.
وجدت دراسات أن الأمراض التي تصيب الانسان و تسبب  له تلفا الجهاز العصبي المركزي أثناء مرحلة الحمل و الطفولة المبكرة له علاقة باضطراب التوحد و قد تضمنت قائمة هذه الأمراض و الفيروسات ، الهربز و الحصبة الألمانية و إذ أشارت إحدى الدراسات أنه اصيب نحو 8 % اضطراب التوحد من الأطفال الذين أصيبت أمهاتهم بالحصبة الألمانية أثناء فترة الحمل.
خصائص الأفراد ذوي اضطراب التوحد:
الخصائص في المجال الاجتماعي:
صعوبة في استخدام التواصل البصري.
صعوبة في التعبير عن المشاعر وفهم مشاعر الآخرين.
 صعوبة في تكوين علاقات اجتماعية والمحافظة عليها.
الخصائص في المجال التواصلي:
عدم تطور الكلام بشكل كلي والاستعاضه عنه بالإشارة أحيانا.
تطور اللغة بشكل  غير طبيعي واقتصارها على بعض الكلمات النمطية.
صعوبة الانتباه الى الصوت الانساني.
صعوبة محاولة جذب انتباه من حوله.
صعوبة في قدرة بعضهم على التكلم.
الخصائص في مجال السلوك والاهتمامات والأنشطة:
السلوك الروتيني.
السلوك النمطي.
التعلق بأشياء محددة.
علاج التوحد :
لا يتوفر، حتى يومنا هذا، علاج واحد ملائم لكل المصابين بنفس المقدار. وفي الحقيقة، فان تشكيلة العلاجات المتاحة لمرضى التوحد والتي يمكن اعتمادها في البيت او في المدرسة هي متنوعة ومتعددة جدا ..
من امثلتها :
العلاج السلوكي وعلاجات امراض النطق واللغة
العلاج التربوي – التعليمي
العلاج الدوائي
العلاج بالحمية الغذائية
لم يمنعهم مرض التوحد أن يكونوا عباقرة
نسبة العباقرة المصابين بالتوحد 10%
بل جيتس أغنى رجل في العالم مصاب بالتوحد ..
العالم آينشتاين واضع النظرية النسبية الخاصة والنسبية العامة مصاب بالتوحد ..!
إسحاق نيوتن مكتشف الجاذبيه الارضية مصاب بالتوحد
فلنمد سوياً يد العون لهؤلاء الأطفال لنساعدهم على العيش باستقلالية وفاعلية في المجتمع الذي يعيشون فيه, وان نشحذ مواهب البعض منهم ليضافوا على تلك القائمة من العظماء.







المراجع:
الزارع، نايف (2010) اضطراب التوحد: المفاهيم الأساسية وطرق التدخل، عمان:دار الفكر.
الشامي,وفاء (2004)،خفايا التوحد: أشكاله وأسبابه وتشخيصه، (ط1)،جدة: الجمعية الفيصلية الخيرية النسوية.
 www.autism-society.org


 مقدم لمادة :التطور الفكري 
للأستاذة:زينب الحربي 
                                          

















ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق